الّتعاون في المجتمع من مقوّمات بقائه.به يحيا الفرد و به تحيا الجماعة.ولو دقّقنا في كلّ شيء نستخدمه في حياتنا اليومية لوجدنا أنّه لم يصل إلينا إلا بعد أن تعاونت الأيدي الكثيرة في إنتاجه . سواء أكان ذلك الشّيء مادّة نستخدمها ,أو غذاء نأكله ,أو رداء نرتديه
.
و يمكن أن نتصوّر قدرة التّعاون القائم في المجتمع,لو تصوّرنا أنّ كلّ فرد بدأ يعمل وحده,دون أن يمدّ العون لغيره , ودون أن يمدّ يده إلى شيء من عمل غيره ؛لا شكّ أنّ الهلاك سوف يصيب البشريّة .و من بقي بعد ذلك , فإنّه يتحتّم عليه أن يحيا حياة بدائية ,شبيهة بحياة الحيوان في الغابة .
و نتيجة لأهميّة التّعاون بين الأفراد ,فقد حرص الإسلام على الدّعوة إليه.و قد وضّح تلك الدّعوة الرّسول (ص) في قوله:"المسلم للمسلم كالبناء المرصوص يشدّ بعضه بعضا."
و بهذا نرى بأن لكلّ فرد في المجتمع وظيفته في خدمة الآخرين؛و نرى أن لكل فرد أهميّته دون أن يشعر بتلك الأهميّة.
وقد حثّ الله على التّعاون بأمر واضح في قوله:"وتعاونوا على البرّ والتّقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان."لأن التّعاون على الخير قوّة للمجتمع ,و التّعاون على الشرّ ضعف له.
إنّ البناء العظيم للمجتمع يبدأ بي وبك ؛كالنّهر العظيم يبدأ بجدول صغير, أو بقطرة تنضمّ إلى أخرى وأخرى,ثمّ يكون الماء الغزير. .
والنّاس في حقيقة أمرهم و في تعاونهم خدم للنّاس دون أن يشعروا .و قد عبّر عن ذلك شاعر فقال: النّاس للنّاس من بدو ومن حضر **بعض لبعض و إن لم يشعروا خدم.
**************************************************************
رأيت الــــّناس كالــبـنـيـان يـــــــســــمــو بأحــجـــار تسـيّـع بالـّســيـــــــــــاع
فـيــمســك بـعضـه بــعـضـا فــيــــــقــوى و يـــمـنـع جــانــبـيـه مـــن التـداعـي